الحرب على الزغاوة في الميديا _محمد آدم فاشر _منصة وادي هور المتحدة
الحرب علي الزغاوة في الميديا
محمد ادم فاشر
الحاضر في الغرف الخاصة للاندية (clubhouses ) عرفوا انفسهم برواد دولة النيل والبحر ،اشهروا سيوفهم في استهداف قبيلة الزغاوة بعد ان بح صوتهم في شتم كل اهل دارفور باعتبارهم مصدر الشر .و نسوا ما قاله زعيمهم البشير المخلوع عندما قال فرطنا في سماحة انسان دارفور ،وهذه حقيقة لم يعد انسان دارفور ذلك الذي يعمل مساعدا للوري الجلابي مجانا لمدة خمسة عشرة سنة ليتعلم قيادة السيارة او يشرب ماء الوضوء لارضاء وكيل الله في الارض ،ومنهم حتي من ترك الاسلام برمته ناهيك في الاعتقاد بالبشر. ومنهم من ترك اللغة العربية جملة لابنائه ناهيك من محاولات البعثين ايجاد دولة بني امية في الغابات والصحاري دارفور وجبال النوبة متي يعلم الجلابة السودان هذه الحقائق ؟
بالرغم من القناعة بان كل الذي يدور في الساحة السياسية انعكاسا حقيقيا علي مشروع الدولة الفاشلة منذ تأسيسها التي تمت تصميمها علي نتائج صراعات القرن الماضي الممتلئ بالمآسي. قاله بكل صراحة علي عثمان طه في خطابه التحريضي عند افتتاح خزان حماداب (هناك من يريد اعادتنا الي الماضي البغيض)
وقال نافع ان الحركات تستهدف الشمالين بدون الاستثناء ( اقعدو قولوا معارضين لحدما يجوكم نحن نعلم عملنا فيهم شنو ) ويوميا يذكرون اهل الوسط والشمال مصير العرب في الطليطلة والاشبيلية والزنجبار . وهذه هي المادة الاساسية التي استندوا عليها في بناء السلطة في السودان . واجتهدوا في رفع شعلة العنصرية باسم بعض الشعوب .وكان اقصي التعبير للعنصرية في التأريخ البشرية ما قاله البشير عن الغرباوية. والان هم انفسهم ظهروا بوجوه جديدة كانت غامرة بطبيعة مهنتهم كجهاز الامن والمخابرات مهندسي كل الشر وتدربوا علي فتنة القبائل يعملون علي اعادة السودان الي عشية نكبة المتمة وكأن خيول الامير محمود ود احمد علي مشارف بربر .
ولكن العجيب في الامر ان يلقوا اللوم في فشل الدولة في حاضرها وماضيها علي الزغاوة بينما كان الزغاوة في الحبس الاجباري حتي مغادرة الانجليز وحتي انهيار حكومة مايو لديهم موظف واحد فقط في الخرطوم هو المرحوم محمود بشير جماع .ولم يساهموا حتي في بناء الحزبي الذي يرجع تاريخه الي ١٩٤٥ الذي يتحمل بالضرورة كل الذي نحن فيه ،ووقت قيام هذه الاحزاب كان الزغاوة حرام عليهم حتي دخول مدينة كتم . وان الملحوظات التي دونها الانجليزي عن الزغاوة علي تواضعهم لم يتنازلوا من كبريائهم ولا احد منهم ينقل الوشاية اليه ولا يعرفون الخوف الا للعار . نعم عشقهم للحرية كان سبب حبسهم وهو الذي لا يريد نطق كلمة الحرية التي يخشاها كل الطغاة.فالانجليز كانوا يعرفون الزغاوة اكثر من حكام السودان اليوم .
نعم حاربوا حكومة الانقاذ بجهد خالص وهي من القبائل كانت full time حرب عندما اجتهدت الحكومة في الفاشر استنفار القبائل لادانة الحرب وجعل لكل قبيلة يومها الزغاوة رفضوا الخروج لادانة الحرب ولا شخصا واحدا بمن فيهم اعضاء المؤتمر الوطني .مما جعل نافع غير النافع يقول كل الزغاوة مع الحرب ضد الحكومة بمن فيهم الاعضاء في المؤتمر الوطني .
فان الحملات التي تقودها بعض انصار النظام البائد من العماسبة والحياتين والنجيمين الهباني ابوجضوم ورهط من الجنجويد لم يزيد الزغاوة الا فخرا لكونهم في مقدمة الذين ناطحوا النظام الشرير الفاسد وتحرير الشعوب السودانية من كل دكتاتور وان مواقف الزغاوة في الحرب الظلمة والطغاة ليس بجديد حاربوا نميري حتي انهيار حكومته ومن بعده كل طاغي ومنهم جنرالات تركوا اولادهم وهربوا من دارفور. وهم الذين اقتحموا الخرطوم نهارا في عهد النميري وانهزموا بعد انتصارهم علي الجيش السودان بسبب خيانة قادتهم وفي عهد البشير ايضا اخترقوا البلاد من الحدود الي عمق البلاد وسحقوا كل الذي اعترض طريقهم وتكررت الخيانة بعد ان اصبحوا قاب قوسين او ادني من تحرير الامة من دولة الافندية تجار الدين والرق والمخدرات.فكان العجب في السكوت علي الذين لم يحملوا السلاح ضد النظام الذي اوصل اهل السودان مرحلة التي يبيع الطبيبة اختها قاصرة للذئاب البشرية من اجل المال!!!
فان تبرير الانفصاليين نشاطهم بنشاط السياسي للزغاوة امر مضحك للغاية لان الزغاوة لم يطلبوا غير حقوق المواطنة المتساوية والحرية للكل .
فان المنطق اذا كان لابد من المساواة فالافضل منه تقسيم البلاد والتخلص من كل دارفور هو منطق المريض.فمصير الامة والبلاد غير متروك لشذاذ الافاق والمهووسين بمرض السلطة المنهارة .ومنهم من يبرر بان الزغاوة مهندسي اتفاق جوبا الظالمة حد قولهم .واذا كان كذلك كيف يريد التخلص من الشمالين الذين كانوا طرفا في الاتفاق .وماهو اكثر غرابة في الاتفاق الذي تم لم يستطيع تدمير دولة الاقلية العرقية. وبل منحتها الحياة من جديد بعد الانهيار .
والشئ الغريب اكثر في اتفاق جوبا لا يوجد شخص راضي عنه غير الاطراف التي وقعوها في شخوصهم وكان ومازال اكثر المعترضين هم اهل دارفور علي رأسهم الزغاوة الذين مازال لديهم اكبر حركة مسلحة والتي هي الاكبر بعد الحركة الشعبية ظلت خارج الاتفاق الي يومنا هذا .
مهلا امامنا الكثير ينبغي فعله فان الذين يريدون الهروب من العدالة ذلك حلم لا يتحقق وحتي اذا قرر الشعب السوداني الانفصال هو الخيار ،ذلك لا يكون الا بعد تحقيق العدالة والمساواة .لان تلك الشروط ضرورية للجلوس معا لرسم الحدود المستحيلة .فان الدعوة للدولة في التخلص من اجزائها بسبب قبيلة يقدرون حجمها باربعة في المائة هو مبلغ اليأس وقمة الغباء ليس بعده الا الجنون ان لم يكن مجانين حقا. نعم نعيش في خراب ثلاثين عام وقبله عقود لدولة عجزت حتي نظافة شوارعها يريدون الزغاوة تحمل نتائجها . وهم حرام عليهم السير في طرقاتها لعقود .فان الحرية والمساواة في حقوق المواطنة والبلد للجميع لا يمكن ان تكون محل المساواة بتقسيم البلاد وان تطلب تقسيم السودان الي دول بعدد السكان.
ليست هناك تعليقات