العنصري إتهام ام تصنيف . منصة وادي هور المتحدة
من المفارقات المحزنه هناك خطوط وأطر محددة للحديث عن القبائل في السودان فأذا تحدث انسان من الشمال أو الوسط عن قبيلته ومأثرها وتاريخها وميزاتها لدرجه الاندياح والافتخار بهاشعرا منظوما ونثرا منضوما يتقبله المجتمع بشي من الاحتفاء وأحيانا بالاعجاب لا يثار حول حديثه غبار أو يتهم أو يوصف أو يصنف عنصري أو جهوي أو قبلي. وفي تقديري الشخصي (فعلا لا يوجد ما يحسب أو يؤاخذ عليه الإنسان إذا ما تحدث عن شمائل قبيلته أو تاريخها واعرافها أو حتى عن قضاياها والتحديات التي تواجهها).
ولاكن بالمقابل نفس هذا المجتمع لا يتقبل أن يتحدث أبناء بعض الإثنيات عن قبائلهم بل إذا ما أثنى أو حتى عرف بتاريخ أو ثقافه قبيلته يتهم بالعنصرية وإذا تحدث عن قضايا ومظلمات قبيلته يخون ويجرم ويتهم في وطنيته وبوصف بالطابور ويكال له كثير من شنيع القول وزميم الأوصاف.
وهذان الموقفان المتضدان لنفس الفعل يشير لازداوجيه المعايير في التقيم وإشكالية الازمه السودانيه الراسخه في المفاهيم المرتبطه بالتأطير النمطي للقبائل في السودان وترسيخ صور معينه للقبائل في ذهنيه المجتمع السوداني(هذه قبيله متمرده وتلك معاديه وأخرى عنصريه) وللأسف تبعا لهذا التصنيف يصنف أبناء هذه القبائل. وعلى هذا الأساس يكون وضعك في الدوله ويصبح مرجعيه لتعامل الحكومه معك كمواطن(مغضوب عليه) وبه تضيع كل فرصك لنيل حقوقك كمواطن.
الثورة أتت من أجل التغير فلنبدأ بما ترسخ في العقول لنفككه (صاموله صاموله) لأن هذه المفاهيم الرجعيه التي تفرز لنا السلوكيات والتصرفات الإقصائية وتجسد لنا نظريه (الكيل بمكيالين) في حاله تعامل الحكومه مع المواطن أو تعامل المواطنين مع بعضهم وكل تلك السلوكيات من أسباب خلق الانشقاقات والتوترات في المجتمع وايضا هي عباره عن متاريس أمام وحده وتماسك وترابط النسيج الاجتماعي.
اليأس عثمان ادم
ليست هناك تعليقات