تم توزيع دم الغرابة بين الجلابة . _مدون_محمد_ادم_فاشر
تم توزيع دم الغرابة بين الجلابة
محمد ادم فاشر
هناك ملحوظة في المنتديات وحتي بعض الكتاب من أبناء الهامش وبالتحديد دارفور يضيق صدرهم من كلمة الجلابة بدعوي ان ذلك تعميم مخل بالعدالة وهذا ينعكس علي صورة خطابنا ويقابلها رد فعل مماثل من الطرف الاخر .ولو قدر لك ان تتحدث في احدي المنابر يتم توجيه احدهم او يتطوع واحد من دارفور ليتصدي بالنيابة عنهم .ويجلس بكسوة القومية وصفة الانسان المعتدل ويستعدل في جلسته ليكون رجل الدولة برؤية الجلابة .
، وهؤلاء دائما من صغار السن .نعم نتفهم رغبة وتوجهات الشباب ورؤيتهم للسودان ولكن هذا لا يمنع تسمية الاشياء بمسمياتها وفي العدم من المحال ان يصل الشباب مبتغاهم.، فكل اهل الغرب او دارفور عندما كنا مثلهم اعضاء ناشطين في التنظيمات القومية امة اتحادي اسلامين وشيوعين وبعثين وغيرهم وبل كنا نلبس الملابس القومية وكمان احذية العروبة لكل السودان وحملنا السيخ والعصي لهذا الشعار . هتفنا بحياة بعض الجلابة المؤسف للصادق المهدي وكنا مستعدين حتي الموت للدفاع عنهم ليس فقط بالقلم وبل بالروح .ولكن تبين للجميع ان الامور ليس كما نتصورها نلبس جلودا غير جلودنا ولا حتي الاسلام يرونه كما نراه فالجميع اصطدم بالحائط وعاد ليفكر .اذا كانت خيبة الامل جمعتنا هناك شئ يجمع الاخرين وهي جلابية الجلابة. بالرغم من قناعتنا ان الكلمة فيها تعميم ضار بالعدالة .ولكن لا يوجد افضل وصف لهذا القطاع الشعبي الذي يحكم السودان منذ تأسيس الدولة مهما قلنا غير ذلك لطفا وتجنبا للظلم وتحسينا للصورة السياسية .
وعلي شعوب الهامش واجب عليهم تسمية الاشياء باسمائها لان الذين يحكمون ويقتلون وينهبون هم بشر معروفين كون بعضهم ابرياء لا يعني ان التسمية غير مناسبة وفيها الظلم ولا يمكن تدون جريمة قتل الملايين ضد المجهول ،ونحن نراهم بام اعيننا ونعرف منهم بالاسماء،
والشاهد ان البيض في جنوب افريقيا كان بعضهم يرفضون التمييز وذلك لا يمنع وصف البيض في جنوب افريقيا بالعنصريين .ومن المحال ان تجد تسمية غير البيض لربطهم بجريمة العنصرية في جوهانسبرج . والسبب لان بقية البيض بالرغم من معارضتهم التمييز العرقي مستفيدين من المؤسسات العنصرية ،جميع ابناء البيض في مدارس البيض . ومستفيدين من كل مؤسسات البيض بما في ذلك السكن والمواصلات وكل الامتيازات الاخري مع انهم يديرون التنظيمات التي ترفض العنصرية ،ومعهم قبائل كاملة من السود بجانب البيض بالرغم من الاضطهاد. مع ذلك لا احد من البيض نكر الجريمة ،بدعوي بان هناك بعض السود معنا لان الذي يبطح اهله ارضا ليأتي غيره للذبح لا يمكن ان يحسب للطرف الاخر ولا قيمة له يمكن حسابه في الاساس .
والحال مثله الرق في امريكا ارتبط بالبيض مع ان البيض ليس كلهم مارسوا تجارة الرق او حتي امتلكوا الرق ،وبل حارب اهل الشمال من البيض ضد اهل الجنوب الذين يرفضون تحرير الرق . وكان السود المعروفين بعبيد المنازل امثال كبر بجانب البيض ومع ذلك البيض في امريكا لا احد منهم يرفض وصف البيض بانهم كانوا تجار الرق ولم يتزرع بوجود العبيد السود بجانبنا ،ولم يخرج من بينهم من يقول انا برئ لانني كنت رافض مبدأ الرق وحاربت من اجله مثل الشهيد دكتور الواثق .لان الرقيق عملوا المنشآت العامة والخاصة ،البيض يستفيدون منها الي اليوم هذا مثل الطرق والسكك الحديد والمزارع التجارية والكباري وبناء مدن وقري ومؤسسات اخري استفاد منها كل البيض وان عارضوا النشاط لاحقا .ولذلك وصف البيض بالرق لم يكن يومنا ظلما للبيض بدعوي التعميم لان مكاسب المجتمع للجميع ومثلها جرائم المجتمع للجميع.
والحال مثله جلابة السودان كلهم بالاطلاق استفادوا من المؤسسات الدولة دون غيرهم من كان يعلم ذلك او لا يعلم ،لان اذا كان احد افراد الاسرة استفاد من مؤسسات الجلابة و حصل علي الامتياز بسبب اللون او العرق حتي ولو كانت طريقة المرور في المطار واستقباله في مكتب الخدمات بتجاوز الصف او حتي من شرطة المرور في المخالفة تعتبر مكسبا من سلطة الجلابة. ونحن نعلم ان جريمة الابادة جريمة من مجموعة عرقية من اهل الشمال وحملوا معهم كيان الجلابة العام بدرجة اقل . نعم جريمة الشعب مثل الابادة من الصعب جدا تجد من بينهم يمكن تبرئته بالكامل .اذا كان زيد من الجلابة عاش في امريكا او كندا او اوربا كل حياته ،لا يعني ذلك انه غير مستفيد من النظام العنصري الظالم لان اخوه او اخته او والديه او اقاربه يعملون في المؤسسات الامنية او المدنية التي تمت طرد اهل الغرب منها . امثال الدقير الكوز اختلص الملايين من المحال ان يدعي السنبلة لم يصله شئ من مال الحرام اذا كان جائعا وهم يتحملون مسؤلية الاسرة كاملة ولربما تصله مصاريف الدراسة للشباب في دول الغربية حتي الدكتوراة ، وهم الدكاترة الذين يخططون الآن للجيل القادم بعد ان انتظروا اكتمال الابادة ،وما كانوا مستعدين للخروج في مظاهرة واحدة ضد النظام العنصري في السودان في كل جرائمه التي خرج لها كل شعوب الدنيا الا الجلابة في امريكا واروبا الا ما ندر.
نعم ان للجلابة تصور واحد للدولة .وان اختلفوا طريقة الحفاظ علي الدولة العرقية .وحكومات الجلابة كانت ارحم من حكومات الشمال منهم علي الاقل لم ينطلقوا من دافع الانتقام الصاع بالف صاع .
نعم يكون البعض ابرياء هذه حقيقة امثال الشيخ الياقوتي والمرحوم امين مكي مدني ومبارك الفاضل والمرحوم عمر نورالدائم وهاشم هباني قل الف او الفين او مليون ماذا يمكن تسمية الباقي هل يعقل تسميتهم بالاسماء ؟ بالطبع لا الا اذا تمكنوا من وقف مشروع الدولة العنصرية من اهليهم وهو الشئ الذي لم يحدث لان الجوع لايبرر الموقف .
فان عدم استنكار ما قاله البشير عن الغرباوية باي شكل من اشكال الاحتجاج ولو من الذين خارج السودان يعني موافقة ضمنية او علي الاقل ليس بالكلام السئ .وكان افضلهم من اعتبره نكتة من الواقع القريب صالحة للضحك .الاخوة الجلابة لا يعلمون الاثر الذي تركه سكوتهم في نفوس اهل الغرب اكثر من القائل لان الغرباوية هي الام والاخت للجميع ونحمد الله ليس مطلوب مننا ان نحب البعض بل نحب الوطن .
فان وجود الابرياء لا يغيرون في واقع التسمية شئ .لان الذين يرفضون تسمية الجلابة لشعوب النيل بانهم حكموا وفشلوا وقتلوا وخربوا كان عليهم ان يحدثونا من هم الذين المسوؤلين من كل هذا الخراب ؟ اذا كانت كل مؤسسات الدولة اكثر من 80%بيدهم الي اليوم ،حتي السائقين في السفارات . هو معني لم يكونوا مستعدين حتي بالتضحية بشخصين للعدالة في مقابل نصف مليون قتيل.
وعلي الاخوة من الجانبين الذين يرفضون تسمية الجلابة لشعوب وادي النيل بانهم شركاء الشر حتي ولو بمقدار الصمت المعبر عن الرضي كان عليهم يخبرونا وصفا للمجرمين الذين يختفون وسطهم وان حروب الابادة لم تكن مسؤلية مجلس الوزراء ولا تنظيم محدد بل تم توزيع الدم لكل احزاب النيل وشعوبهم ولم يقبلوا الشراكة فقط بل تنافسوا في سفك دماء اهل الغرب ، وما كان ابناء المهدي والميرغني اعضاء المؤتمر الوطني او ابناء عم البشير وهم شركاء الشر بامتياز .
فان عجزنا حتي في تسمية المجرمين باسمائهم واشاره اليهم بالنخب كأنهم مخلوقات غير مرئية من المحال ان تصل العدالة وجهتها واكثر الناس ضررا للعدالة هم اهل الهامش يبحثون عن الابرياء من وسط الجلابة ليحسنوا صورتهم بدعوي القومية وبذلك تمنح الفرصة لهروب الجميع كان عليهم هم الذين يحددوا من هو البري والمجرم عبر المحاكم التي بيدهم حتي الان نعرف القتلة كاد بالاسم . علي الابناء والبنات لا يستجيبوا للصورة النمطية لكل من اشار الي موضع الداء بانه عنصري ،امامك امة مسوؤلة من قتل نصف مليون لا يريدون تحمل حتي كلمة الجلابة لانها مرتبطة بالشر كأن القتلي قد انتحروا . نعم ان السير في ظل الحياط لتفادي وصف بالعنصرية وهو فعل قمنا به عقودا وتبين اننا كنا علي خطأ لان عدم معرفة المجرم وتسميته بالاسم كان وراء استباحة دماء اهل السودان لانها رخيصة ولم يكن الانقاذين اول من بدأوا بسفك الدماء بل كل حكومات الجلابة ولكل منها يختار سببا اخر غير ذلك ليستمر في سفك الدماء . واذا كانت حرمة الدم مصانة لما اقدم اليه الانقاذين الي درجة الابادة لانهم شاهدوا يدفون الناس احياء في اطراف المدن ويطردونهم من عاصمة بلادهم.
فان العجز عن تسميتهم بهذا الاسم هو الهزيمة وبل شر هزيمة . لان احلام الشباب لا يجب ان تعطل العدالة وبل بدونها لا حلم في الاساس .
بالرغم من علمنا ان ما يدور في السودان صراع عرقي بين القوميات والجلابة يحاربون بجهاز الدولة والحكومة تتفاوض بالنيابة عنهم وهو معني لا قيمة للاتفاقيات التي تتم مع المجهول لان الحكومات تتغير اين تكون موقع الاتفاق بل الحكومة من واجبها ان تعدل بين كل القوميات. ولا تحتاج ان ترغم اليها وهذا هو الخطأ نعمل علي تكراره خمسة واربعين مرة فان بروز كيان الشمال او ما يسمي دولة النهر والبحر محمدة لان ذلك خروج الجلابة من حضن الحكومة يصلح التفاهم معهم مباشرة باي منطق . اذا ارتكبوا جريمة لا يجدون شماعة النخب او الحكومة ان التفاوض معهم يصلح الاتفاق علي مشروع جديد لدولة المواطنة . اما منطق اذا كانت لابد من العدالة افضل لنا تقسيم السودان هذا المنطق يصعب فهمه. والذي هو مؤكد امامنا الكثير ينبغي فعله لان مشروع دولة عمره اكثر من القرن من المحال ايجاد البديل له في عقدين وان الكفاح لا يفترض القياس بالعمر وبالضرورة ان تكون الشعلة متقدة للاجيال عبر الكفاح المدني المتواصل حتما نصل الي دولة المواطنة والسودان الذي نحلم بيها .
ليست هناك تعليقات