إذا اراد الله هلاك نملة وهب لها جناحان::محمد آدم فاشر
اذا اراد الله هلاك نملة وهب لها جناحان
محمد ادم فاشر
ان المشكلات السودانية اليوم سببها الفشل في مشروع الدولة من الاساس ،ولذلك هناك مقاومة جادة لمؤسسات دولة الجلابة ،من كل القوميات لانها بنيت علي اساس عرقي وجهوي منذ التاريخ ادي ذلك الي الفشل والانهيار الذاتي لانهم لم يستجيبوا علي الطبيعة الحتمية للتغيير كسنة الحياة ،بعامل الزمن .وبل زادوا الاحتكار كيلا .صار الان وجود هذه الدولة في المحك ولكن يريدونها خرابا وتقسيما ناهيك عن تحقيق النجاح .وان المشهد السياسي الذي امامنا تعبيرا صادقًا عن ذلك الفشل .الحل ليس في الانقسام الي الاجنحة،لان ذلك اعجل ما يكون الي نهاية هذه الدولة ،اذا كانت مازالت في الوجود . يكفي المقولة ،اذا اراد الله هلاك نملة وهب لها جناحان. ولا ينفع معهم التقسيم الي الاتجاهات اليمين منهم واليسار وبين الملحدين والاخوان، وكل يرفع صوته من الركن الاخر للفهم الواحدة .بل صياغة دولة المواطنة تتساوي فيها جميع الشعوب السودانية .لا ،حقا للمواطن يستبيح دم الاخر من دون ان يخضع للحساب .ولا ان يعقاب المواطن مواطنا اخر كما يحدث في حلفا الجديدة الان بحرمان التلاميذ ابناء بعض القوميات من الدارسة في المدارس القومية الحكومية ،بسبب اعتقاد البعض حقهم يعلو ولا يعلي عليه ولا حتي يتساوي مع الاخر .بل لهم حق المعاقبة والطرد لبعض الشعوب من المنطقة لانهم يختلفون عنهم عرقيا وليسوا هم من اولاد البلد .
والمطلوب ان تختفي مظاهر الكنابي في الجزيرة وحلفا وهي دليل الصدق في اختلال موازين المواطنة المتساوية ولا يصلح اي تبرير ،ولا دولة من دونها .ونحن لا نريد ان نذكر الناس المشاهد الاخري في احتكار كل وظائف القتل وسلطتها والتي يمكن رؤيتها بالعين المجردة ،ومعلومة للجميع بالضرورة .والحمدلله لا يستطيعون الانكار . ومع ذلك يلزموننا بالصمت والا تربط بحبل العنصرية حتي بلغ بنا عدم القدرة في الاشارة الي الشمالين الذين قتلوا نصف مليون شخص لتدون ضد المجهول . الان امام الجميع الحقيقة واحدة ،لا ينفع معها الحشود بالقطارات والبصات ولا الانقلابات ولا بكاء علي السماحة التي اهدرها البشير. لان ما تنتجه السنهوري ومريم الصادق بالحشود والبرهان بالانقلاب من الحكومات ،لا تختلف عن سابقتها . ولا ينفع رمي كل المآخذ والاوساخ علي ظهر الاسلامين وحدهم .لآن النظام الطبقي العنصري البغيض بملمح واحد .لابد ان ينتهي وافضل الطريقة له بالحوار الجاد بين الطبقات والقوميات المتصارعة عبر مؤتمر جامع . نعم امر الحوار ،اليوم مازال بيد الشمالين ان ارادوا ولربما غدا قد يكون غير متاح ،اذا اختلط الحابل بالنابل . وعلينا ان نعمل علي ما مهده الاسلاميون فيما سموه بالحوار الوطني يفترض الاستمرار من حيث توقفوا وعدم ضياع الوقت ،وخلق الاليات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
نعم الجلابي هو الجلابي لا اختلاف بين مريم الصادق وعبدالرحمن الصادق وبين ثلاث حزاب البعث العربي واللمة التي عصيا علي التعداد من الاتحادين بينهم سرب من جواسيس مصر . لا يختلفون سوي المصلحة الشخصية. فان قضايا السودان اكبر من ذلك بكثير . ولكن عليهم ان يعلموا ان استمرار سلطة الشمالين من المحال .
يكفي جدودنا انخدعوا في المهدية وكان ثمنه العبودية الطوعية واباؤنا بالاغاني الوحدة الوطنية للجلابة ثمنه صرنا وقودا في حرب الجنوب عقودا .وفصلوها ولم يخافوا عقباها .وبل الحرب في عقر دارنا . ان مواجهه هذه الدولة هي الهدف الاول والاخير والمحطة الاخيرة. وان عظمت الكلفة.
ليست هناك تعليقات